بقلم /الباحثة غادة رجب
كان حجر رشيد نقطة فاصلة فى التاريخ المصري القديم ، وسمي بهذا الاسم لأنه تم العثور عليه من قِبَل الضابط الفرنسي بيير فرانسوا بوشار اثناء الحملة الفرنسية على مصر فى مدينة رشيد عام ١٧٩٩م فتلك القطعة الاثرية الصغيرة هزت العالم بأكمله بعظمتها ، وعندما استسلمت الحملة الفرنسية امام الانجليز فى معركة ابو قير البحرية عام ١٨٠١م وقّع الجنرال مينو معاهدة التسليم مع الانجليز والتى نصت على ان تسلم معظم الاثار المصرية التى كانت فى حيازة الحملة الفرنسية ومن ضمنها حجر رشيد للإنجليز، ولقد كتب الانجليز على ظهره Captured by British Army ومن ثم تم نقل الحجر الى لندن بالمتحف البريطاني عام ١٨٠٢م، ويعد هذا الحجر من اهم القطع الاثرية المصرية العظيمة المعروضة فى المتحف البريطاني .
وصف الحجر
كان طول الحجر ١١٥ سم وعرضه ٧٣ سم وسُمكه ٢٨ سم ولقد كان مستديراً فى اعلاه و يمثل قرص الشمس المجنح رمز هوريس ومن تحته اثنتان من الأفاعي ، كانت واحده متوّجه بتاج الوجه القبلي والثانية بتاج الوجه البحري ، وكان قائماً على قاعدة مرتفعة ، وكان مصنوعاً من البازلت الاسود ومكتوب بثلاث خطوط الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية ، ولقد فُقِدت منه قمته العليا وزواياه من اليمين والشمال ومن الاسفل .
محاولات فك رموز الحجر
كانت محاولة ترجمة النص الاغريقى المنقوش على الحجر بواسطة ستيفن وستون وأحتوى النص على مرسوم اصدره الكهنة المصريون فى منف لتكريم الملك بطليموس الخامس ” ابيفانس ” ويرجع الى عام ١٩٦ ق.م نظراً لأنه توّج نفسه ملكاً للبلاد على الطريقة المصرية واظهر الاحترام للآلهة وافاض الخير على المعابد واهل البلاد ، ولقد حاول الفرنسي سلفستر دي ساسي ان يفك تلك الرموز ولكنه لم يتوصل الى اية نتيجة ، ثم قام الدبلوماسي السويدي اكربلاد بمحاولة فك الرموز وبالفعل تمكن من قراءة اسماء بعض الاعلام المكتوبة بالخط الديموطيقى ، كما حاول عالم الطبيعة الإنجليزي توماس يونج فى فك الرموز ايضا ونجح فى التوصل الى نتائج هامة ومنها : ان الهيروغليفية والديموطيقية ذات صلة متقاربة للغاية ، وأن اسماء الملوك فى الهيروغليفية تكتب داخل اطار مستطيل ملفوف الاركان ويسمى خرطوشة ، كما اكتشف الحروف الهجائية الهيروغليفية ” ف ، ت ” واوضح ان وجود صورة انثى بعد الاسماء كانت لتعين المؤنث .
وبعد محاولات عديدة لحل اسرار هذا الحجر تمكن بالاخير جان فرانسوا شامبليون فى٢٧ سبتمبر عام ١٨٢٢م من فك رموز اللغه المصرية القديمة التى نُقِشت على الحجر نظراً لخبرته فى اللغات القديمة واكتشف ان ما جاء على حجر رشيد هي ثلاثة كتابات لمرسوم واحد كما عرف ان العلامات الهيروغليفية لها قيمة الحروف الابجدية ، وتمكن من قراءة الاسماء مثل تحتمس ورمسيس وغيرهم ولم يقتصر جهده على قراءة الاسماء فقط بل عرف معانيها ايضاً واعتبر ذلك التاريخ هو تاريخ ميلاد علم المصريات